teelen1

بحث في:

التعددية اللغوية في غينيا

                                                          لإسحاق صديق كمارا

                      عضو هيئة تدريس "أنكو" فرع القاهرة  جمهورية مصر العربية                       

--------------------------------------------------------------------

I    التعددية اللغوية   I مقدمة التعددية اللغوية     I   كتابة أنكو   I  نبذة تاريخية  I الإفتتاحية I  

بسم الله الرحمن الرحيم

 المقدمة

          الحمد لله الذي خلق الانسان في احسن الصورة , فجعل له رجلين يمشي بهما لقضاء حوائجه, ويدين يبطش بهما, وعينين يبصر بهما الاشياء, واذنين يسمع بهما الكلام, وانفا يشم به الهواء , وعقلا يفكر به, ولسانا يعبر به عما يختلج في صدره وما يجيش في قلبه, ثم جعل الناس شعوبا وقبائل مختلفين في اللغات والالوان والتقاليد, فتلك سنة الله في الخلق فتبارك الله احسن الخالقين.

       وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله أجمعين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين, أرسله ربه بلسان قومه ليبين لهم ما نزل إليهم ليعقلوه ويتدبروه, صلاة وسلاما عليك ياسيدي وعلى آلك وأصحابك الكرام البررة الطاهرين ومن اقتدى بسنتهم الى يوم الدين.

وأرجوالله تعالى أن يوفقني – في هذه الرسالة الوجيزة- الى الصواب والرشد حتى أستطيع أن أقدم صورة واضحة حول التعددية اللغوية في غينيا وذلك بقدر الاستطاع, فما كان فيها من الصواب فمن الله, وماكان فيها من خطأ أومجانبة الحق فمني ومن الشيطان.

وبعد/

       لقد قسمت هذا البحث الى ثلاث مباحث:

       في المبحث الأول تناولت تعريف اللغة مع بيان أهميتها.

       و المبحث الثاني يتناول تعريف غينيا بالاضافة الى الاثنيات الموجودة فيها.

والمبحث الثالث والاخير يتناول بيان اللغات المتداولة في غينيا.

  المبحث الأول

تعريف اللغة وبيان أهميتها

      التعريف باللغة: هي نسق من الارشادات والاشارات والأصوات والألفاظ المتعارف على

 معناها(1).

 

      واللغة: هي الوسيطة لتبادل الأفكاروالمشاعربغية التواصل بين الناس. ولهذا إن اللغة توجد حيث توجدالجماعة, وحيث تكون اللغة تكون المشاركة فىالشعورالمشترك باالمواقف بين الجماعة.

       و اللغة نوعان:

1-                لغة طبيعية: و هي عبارة عن حركات الجسم و الأصوات المبهمة.

2-                لغة وضعية: وهي عن مجموعة رموز أو إشارات أو ألفاظ متفق على معانيها،لأداء المشاعر و الأفكار ،  و تعبير عن المعانى الإنسانية بحيث يؤدى كل معنى بلفظ خاص دون الغمو ض او اللبس ، و هى التى يسميها العلماء ( اللغة العالمية )(2)

 

          و لقد كرم الله بنى آدم حيث جعل لغته مختلفة تماما عن لغة الحيوان ، لأن لغة الإنسان عبارة عن تعبير مقصود فيه  خيال يرتبط غالبا بالمستقبل ، أما لغة الحيوان فهى تقوم على الحركة و تعبر عن الحاجة مباشرة.

     هذا ...     و قد اختلف العلماء و الفلاسفة حول أصل اللغات، هل اللغة إلهام من الله سبحانه و تعالى؟! أو هي من إختراع الإنسان؟! فذهب فريق من العلماء الى الجزم و البت بأن أصل اللغات إلهام من الله عز و جل استنادا إلى قوله تعالى "و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضها على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين"  صدق الله العظيم

البقرة آية رقم 31

        بينما ذهب فريق آخر من الفلاسفة إلى القول بأن اللغة درس تقليدي طويل يأخذه الناس بعضهم عن بعض بالتلقين و التدريس.

        و لكن أقول إن اللغة من حيث الأصل و البداية إلهام من الله سبحانه و تعالى، أما تطوير اللغة و تهذيبها و جعلها لغة حية و ذائعة الصيت و منتشرة  في كل الربوع و قادرة على استيعاب العلوم الحديثة، فهذا متوقف على جهد أصحاب اللغة و مدى حبهم لها و تفانيهم في سبيل تطويرها.

أهمية اللغة:

     لا يخفي على أي إنسان يتمتع بمثقال ذرة من العقل ما لللغة من أهمية قصوى بالنسبة للإنسان، لأنها هي التى تميزه عن بقية الحيوانات، و لهذا يعرّف الإنسان  عند المناطقة بأنه حيوان ناطق.

      كما أن اللغة هي وسيلة التخاطب و التواصل بين الناس و تبادل الأفكار و الآراء.

      و لهذا ما أرسل الله نبيا من أنبيائه إلاّ بلسان قومه ليبين لهم ما نزل إليهم من ربهم.

      و كان من حكمته سبحانه و تعالى أن جعل صلة قوية بين الأمة و لغتها في الرفعة و الإنحطاط و الموت و الحياة، فكلما ارتفعت الأمة ارتفعت لغتها، و كلما انحطت الأمة انحطت لغتها، و هكذا تحيا الأمة بحياة لغتها و تموت بموتها، تلك سنة الله في خلقه" .... و لن تجد لسنة الله تبديلا، و لن تجد لسنة الله تحويلا"   صدق الله العظيم.

فاطر  آية  رقم  43

        ومن أهمية اللغة أيضا ارتباط تقدم الأمة- أيةأمة- بلغتها,فلا تستطيع الأمة أن ترى نور التقدم والرقي إلابواسطة لغتها الأصلية ,لأن اللغة عنون الأمة وتقدم أيةالأمة من الأمم في العالم بغير عنوانها- اللغة الأصلية – يعتبر عبثا وضربا من المحال.

ولم نسمع عبر تاريخ البشرية- قديما وحديثا- أن أمة من الأمم التي حققت انجازات عظيمة أو لم  تزل تحققها- أنها كانت تستخدم لغة غيرها, بل كانت كلها تستعين بلغتها الوطنية.

 

 

المبحث الثاني

غينيا والإثنيات الموجودة فيها:

      أولا: التعريف بغينيا من حيث الموقع:

      تقع جمهورية غينيا في أقصى الغرب من القارة وتطل على المحيط الأطلنطي مباشرة بساحل يبلغ طوله 300كم  حيث تمتد سواحلها بين غينيا بيساوه وسيراليون.

حدودها: يحدها في الشمال ثلاث جمهوريات: سنغال ومالي وغينيا بيساوه, ومن الجنوب جمهوريتا سيراليون وليبيريا, ومن الشرق جمهوريتا كوت ديفوار ومالي ومن الغرب المحيط الأطلنطي.

        و من حيث المساحتها: تقدر مساحة جمهورية غينيا حوالي 245,857كم2.

        عاصمتها: والعاصمة منذ عهد الإحتلال الفرنسي هي "كوناكري"، و من أهم مدنها: مدينة كانكان، أنزريكوري، كنديا، و لابي.

        و من حيث عدد السكان: يبلغ عدد سكان هذه الجمهورية العريقة زهاء 8.5 مليون نسمة تقريبا، و يتكون سكان هذه البلاد الطيبة من شمل ملتئم، كلهم يعتزون بالشرف، بينهم لحمة النسب ووشيجة الرحم.

        و من حيث الديانة: يعتبر الإسلام أكبر الديانة السائدة في جميع ربوع غينيا، حيث يدين بالإسلام حوالي 95%  من سكان غينيا، و بالمسيحية 2% بجميع طوائفها، و بالوضعية القديمة 3% و إن كانت مفقودة نسبيا، لأن الصحوة الإسلامية قد إزدهرت في أرجائها وتقدمت بفضل الله تعالى تقدما ملحوظا.

     و من حيث اللغة: للأسف الشديد فإن الفرنسية هي اللغة الرسمية حتى الآن منذ استقلال البلاد، و لكن رغم غلبة الفرنسية على عقول المثقفين ثقافة غربية بإعتبارها لغة التربية و التعليم الوافدين، والأجنبيين على  تربيتنا و تعليمنا و مفاهيمنا التقليدية، فإن السكان من شدة تمسكهم بذاتيتهم و هويتهم الأصيلة يستخدمون لغاتهم المحلية الأصلية "أنكو"  و الفلاتا وغيرها من لغات البلد في حياتهم اليومية، التي تكتب و تدرس كالفرنسية أو أكمل منها بالنسبة لهم، حفاظا لأجيالهم و هويتهم الإفريقية حتى لا يذوبوا في بوتقة التبعية العمياء لفرنسا.

     و من حيث المناخ: مناخ غينيا مداري و استوائي حار و رطب مع الأمطار الغزيرة في الساحل و في المناطق الغابية طول العام لكثافة غاباتها.

      و من حيث العضوية في المنظمات الدولية: لقد لعبت غينيا دورا بارزا و إيجابيا على الصعيدين الدولي و الإقليمي، و كان من أبرزها تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية ، و المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا، و هي عضو بارز في الأمم المتحدة و في منظمة المؤتمر الإسلامي ، و حركة عدم الإنحياز.

       و صادراتها:

1-    من حيث الثروة المعدنية: هي الأحجار الكريمة و النفيسة من أنواع الماس، و يمتاز بأنه على أعلى الدرجة من النقاوة في العالم، و الذهب الخالص، و الحديد بغزارة، و البوكسيت بحيث يوجد فيها ثلث المخزون العالمي بلا منافس.

2-    و من حيث الثروة الزراعية، الكاكاو، البن، الموز بأنواعه الراقية و غيرها، و المنجة بأشكالها المتنوعة، الزيت الأحمر، الفستق، و أنناس، و أفوغاتو، و غيرها من الثمار.

3-    و من حيث الثروة البحرية: و سواحل غينيا التي تطل على المحيط الأطلنطي من أغنى مياه العالم بثروة سمكية المعروفة تجاريا، في حين يشمل الداخل منابع ووديان و روافد لثاني أطول أنهار القارة الإفريقية نهر "جوليبا أو نيجر" في غربها بعد النيل العظيم في شرقها.

      و من حيث العملة: و العملة الوطنية حاليا "فرنك غينية" التي هي الوعاء الطبيعي لهذه الثروة الطبيعية العظيمة، التي جعلتها مثيرة لأطماء المستعمر منذ قديم، و ساحة التسابق للأقوياء من الدول  الصناعية الكبرى(1)

ثانيا: الإثنيات الموجودة في غينيا:

        يتكون الشعب الغيني الطيب من الإثنيات (  أي من مجموعة القبائل اللغوية التي تندرج تحت كل واحدة منها عدة اللهجات و تتفاهم بعضها البعض من غير الترجمة كما هو الحال في طبيعة أغلب لغات العالم )، و هذه الإثنيات محدودة جدا بالمقارنة ببعض الدول الإفريقية و الأسيوية، و تجمعهم لحمة النسب، و وشيجة الرحم، كل منها تدين للوطن بالولاء و الحب.

      و من أبرز هذه القبائل اللغوية كما ذكرنا طبقا لمفهوم القبيلة عندنا:  الماندينكا Mandinka، و تمثل هذه العمود الفقري لسكان البلاد، حسب الإحصائيات الجديدة ، و تنتشر هذه المجموعة في كل أرجاء البلاد، و تستأثر بمنطقة غينيا العليا بدون منازع و ذلك حسب تقسيم البلاد الى أربع مناطق طبيعية:

              الساحلية،

              الوسطى،

              العليا،

              و الغابية،

       و هي الأغلبية الساحقة في منطقة غينيا الغابية، بالاضافة إلى تغلغلها وتواجدها في باقي المناطق الوسطى و الساحلية بقدر لايستهان به.

       وتليها في الكثرة الفولانية Foulani ، حيث تعتبر هذه ثاني أكبر الإثنيات الموجودة في غينيا, و تقطن هذه المجموعة في منطقة غينيا الوسطى في الصورة الأغلبية مع مجموعة اللغوية الأخرى المتوغلة فيها مثل ( الجالونكي Dialonke) التي اشتق منها اسم هذه المنطقة الوسطى ( جالونDialon )، وتضاف كلمة ( فوتا ) فقط الى ( جالون Dialon) لتصبح ( فوتا جالون Fouta-dialon) أي ( فوتا الواقعة في جالون ) تمييزا بينها و بين ( فوتا المختلفة )، في الدول المجاورة، مثل ( فوت تورو  Fouta-toroفي السنغال ) و ( فوتا مسنا  Fouta-massinaفي جمهورية مالي ).

       وتأتي مجموعة السوسو في المرتبة الثالثة, وتتمركزهذه المجموعة الإثينية في منطقة غينيا الساحلية, بالإضافة إلى القبائل اللغوية الأخرى منها على سبيل المثال (الباغا Bagua) وهم أساسا السكان الأصيليون للمنطقة الساحلية.

       وتوجد في غينياالغابية المجموعات الأخرى من القبائل اللغوية وتشمل ( توما Tooma) و ( كيسي Kissi)  و (جيريسي Gberese).

 

 

المبحث الثالث:

       لغات غينيا:

        أريد من خلال السطور الآتية أن أسلط الضوء على ظاهرة التعددية اللغوية في جمهورية غينيا التي تعتبر جزأ لايتجزأ من امبراطورية ماندن القديمة.

       والجدير بالذكر أن هناك من الباحثين من يذهب إلى القول بأن اللغات المتداولة في غينيا تبلغ ست عشرة لغة,  بينما يذهب فريق آخر من المتخصصين في هذاالميدان إلى حصر هذه اللغات في ست أو سبع لغات رئيسة فقط:

أنكوN’ko- فولانية Fulani- سوسوSoso- توما Tooma- كيسيKissi- جيريسيGberese.

     وتتوزع هذه اللغات بين مناطق غينيا الأربعة, وإن كانت بعضها تتمتع بنفوذ كبير في أكثر من منطقة، كلغة ( انكوN’ko ) مثلا، حيث تعتبر هذ اللغة المسيطرة على جميع أرجاء منطقة غينيا العليا وهو أمر واقعي لا يختلف فيه اثنان ولايتناطح فيه كبشان, كما تعتبر أ يضا لغة غالبية سكان المنطقة الغابية, ويوجد لها تأثير ملحوظ في باقي المناطق.

    آما لغة الفولاتة فهى مسيطرة على أغلب أرجاء  منطقة غينيا الوسطى باعتبارها المنطقة التى تقطنها مجموعة الفولاتة بالإضافة إلى غيرها.

    وتنتشر لغة سوسو فى منطقة غينيا السفلى (الساحلية) علما بآنها ليست لغة مسيطرة فى هذه المنطقة وذلك لوجود اللغات  الآخرى تنازعها فيها, منها  الباغا، انكو،  والفولانية ...، والعاصمة التى تعتبر المعقل الرئيسي لهذه اللغة إلا أنها لم تعد لها فى هذه الأونة تلك المكانة تماما حيث أصبح لكل من لغة أنكو و الفولانية نفوذ كبيرداخل العاصمة على حساب لغة سوسو ،وذلك لإشتغال أصحاب هاتين اللغتين بالتجارة وكثيرمن الأنشطة الإقتصادية في العاصمة.

     وتتمركز كل من لغة "توما" و"كيسى" و"جيريسى" فى منطقة غينيا الغابية حيث توجدهناك المجموعات الإثنية التي تنطق بهذه اللغات, هذا مع اعتبار (انكو) اللغة السائدة في هذه المنطقة , وتأكيداعلى ذلك فما من مدينة من المدن الرئيسة فيها إلا وكانت (انكوN’ko) لغة متداولة فيها بين الناس, وهذا أمر لاخلاف فيه والواقع يؤيدني في ذلك.

لغات غينيا في مناهج التعليم:

فباعتبارغينيا دولة مستعمرة, والتي احتلتها فرنسا واستمرت فيها زهاء ستين عاما, فكانت الفرنسية لغةالإعلام إبان الإحتلال الغاشم, وبعد الإستقلال ظلت هذه اللغة- للأسف الشديد- لغة دولة الرسمية, وأصبحت بالتالي لغة التعليم   في المدارس و الجامعات الحكومية، و لكن مع ذلك ظل الشعب الغيني محتفظا بلغاته  الوطنية، و لم يستطع الغزو الثقافي الفرنسي القضاء على هذه الهوية المفضلة لدى هذا الشعب العريق، فلا تكاد تسمع اللغة الفرنسية إلا في دور التعليم الرسمية و في المكاتب الحكومية  والجهات ذات الصلة بها من الشركات الأجنبية.

       و لهذا رأت حكومة السيد المرحوم الرئيس الأسبق/ أحمد سيكو توري منذ العقد الأول من الإستقلال السياسي، ادخال اللغات المحلية في مناهج التعليم بغية الوصول الى الإستقلال الفكري و القضاء على الجهل و الأمية لدى الشريحة الكبيرة من الشعب الذين لم يتعلموا في المدارس الحكومية بغضا للغة الفرنسية التي يعتبرونها لغة القتلة الفجرة، الذين دنسوا بلادهم و اراقوا دماء أجدادهم الأحرار، و خربوا بيوتهم و بلادهم عن بكرة أبيها، و نهبوا و ما زالو ينهبون خيراتها لبناء أوروبا و ساقوهم الى الحرب   باسم الدفاع  عن عاصمة الأمبراطورية المدنية –باريس-بغية القضاء عليهم بالهلاك المحقق.

      هذا.. و مما يؤسف له أن الحكومة الغينية استعانت في سبيل ذلك بالحروف اللآتينية كوسيلة لكتابة هذه اللغات المحلية، مستدلة بالمبررات الآتية:

1-    أن الحروف اللآتينية هي المستخدمة في المدارس الحكومية،

2-    أن الدول الإفريقية معتادة على استخدام هذه الحروف، من خلال اللغة ( الفرنسية، و الإنجليزية، و الإسبانية، و البرتغالية ).

3-    أن ذلك هي الأنسب و الأكثر قبولا بنسبة للمعلمين الجدد الذين قد اعتادوا على استعمال الأبجدية اللاتينية.

4-     أن مطابعنا  و آلاتنا الكاتبة و ضعت خصيصا لهذه الحروف، - بمعنى أنها لا تصلح لكتابة أبجدية أخرى غير اللاتينية-.

5-    أنه يسهل تعليم اللغات الأجنبية التي تستخدم نفس الأبجدية ( الفرنسية، الإنجليزية،...)(1)

      فلهذه الأسباب استعانت الحكومة بالأبجدية اللاتينية عند كتابة لغاتها المحلية، وهي - من وجهة نظري - أسباب واهية و غير منطقية، و لا تصلح كمبررات لاتخاذ مثل هذه الخطوة  بالجرأة و الشجاعة،  و كان من الأحرى بالحكومة ما يلي:

1-    أن تجرب كل الأبجديات القائمة آنذك، مثل العربية في المدارسة الأغلبية المسلمة غير الحكومية، و (أنكو) في أوساط الناطقين بها، و غيرها، للتعرف على مدى ملاءمتها و توافقها مع اللغات المحلية.

2-    و أن تختار الصورة التي تتناسب و أوضاع اللغات الغينية الشاملة، من حيث الحرف و الحركة و الصوت، ليكون المكتوب مطابقا للمنطوق لكونه صورة حية له.

3-    و أن تعمل جاهدا لكسر الصعوبات التي كانت تحول بينها و بين تحقيق الصورة الحقيقية التي تشمل الأوضاع اللغوية في البلد، و ذلك بصرف النظر عن كون غيرها سهلة و متداولة لدى الغير.

و من الأهمية بمكان، أن أذكر هنا أن أبجدية ( أنكو ) كانت قد أخترعت قبل هذا المشروع بالعقود، و كانت قادرة على استيعاب جميع اللغات الغينية بإعتبار أبجديتها فريدة في ملاءمتها للغات ذات الأبعاد الثلاثة: الحرف، الحركة، الصوت  و ما دونها.

و في نهاية المطاف، بات مشروع الحكومة بالفشل ليس إلا لعجز الحروف اللآتينية عن استيعاب صوتيات هذه اللغات، و نغماتها الفريدة في ذاتها، و يتمثل ذلك في عدم جدوى الكتيبات اللغوية المؤلفة فيها،  و ذلك لعدم  قدرتها على التمييز بين الكلمات المتحدة في الحرف و الحركة، و المختلفة في الصوت، مثل:

-         توحيد المعرفة و النكرة في الكتابة رغم إختلافهما في الصوت:

حسَغس، حسَغسَ، = muru, muru،   ظاَةى، ظاَةىَ =  kala, kala

-         و كذلك المصدر و الفعل المشتق منه.

نبَةب، نبَةبَ =fili, fili   ،  قى، قىْ  = wa, wa

-         و كذلك اسم الوطن و المواطن،

          ظبَوب، ظبَوبَ  =  kisi, kisi    حاَّزلّ، حاَّزلّْ = manden, manden

وهكذا..  و لكن قد يقول قائل إن هذه الفروق ليست جوهرية لأنها قابلة لتمييز، لوجود الرموز الإضافية التي تحل هذه المشكلة، أقول بلى، و لكن فقد هذه الإضافيات في العصور الأولى للأبجدية اللآتينية وعدم ثبوتها على حالة واحدة بعد إضافتها مع عدم تطبيقها فعليا في الكتب الدراسية عندنا تحول بيننا و بين هذا التمييز حتما.

       و من العرض السابق يتبين لنا أن لغة "أنكو" بإعتبارها إفريقية خالصة من كل شوائب اللآتينية و متميزة  بأبجديتها الخاصة التي تجمع  خصائص اللغات الإفريقية و غيرها، هي الأنسب و الأفضل على مستوى اللغات الغينية .

     و جدير بالذكر أن الحكومة الغينية قد إعترفت بهذه الأبجدية الإفريقية الذهبية النقية، و  سمحت لها بممارسة كل نشاطها في ربوع البلد بلا أي عرقلة، و ذلك بعد الجهد الجهيد و الكفاح المرير الذي بذله المعنيون بشأن هذه اللغة، ابتداء من شيخنا العبقري، منقذ الأمة الإفريقية من ذل التبعية اللغوية، السيد/ سلمان كنتي رحمه الله، الذي كرس حياته كلها في سبيل كتابة أبجدية "أنكو" في صورتها الحالية، و إن كان قد سبقه في هذا الميدان عباقرة كثيرون عبر تاريخ مملكة "مندين" القديمة، إلا أنه يرجع إليه شخصيا فضل إختراع الأبجدية الموجودة حاليا، التي تتكون من " الحرف، الحركة، و الصوت".

    و قد استطاع شيخنا الجليل أن يحقق لأمته هذا الإنجاز التاريخى الكبير خلال سنوات محدودة ، وذلك ما بين عام 1941-1949 وظل يؤلف ويدون الكتب حتى إنتقل إلى جوار ربه في عام1987 (رضي الله عنه).

       ومن الأهمية بمكان أن أشير إلي أسباب انتشار أ بجد يه أنكو في جميع أرجاء غينيا وما حولها من دول غرب إفريقيا ، و ذلك ترجع إلي اهتمام الشيخ بنشر الثقافة الإسلامية  و علومها بين سكان منطقة غرب إفريقيا الناطقين  بهذه اللغة- من خلالها ليكونوا علي معرفة تامة بأمور دينهم الحنيف ، فكان ذلك دفعا قويا في جذب الناس إلي تعليم هذه الأبجدية.

ولم يكتف الشيخ بهذا فحسب بل لقد اعتنى اعتناء كبيرا بترجمة الكتب الدينية  الرئيسة من اللغة العربية إلى أنكو مثل القرآن الكريم  و الأحاديث الشريفة وكذلك بعض الكتب الفقهية .

وقد لعب التجار المصلحون دورا بارزا في نشر هذه الأبجدية عن طريق تناقلاتهم بين المدن التجارية في ربوع غرب إفريقيا.

       وكذلك انتشرت هذه الأبجدية الفريدة بواسطة مناجم الماس و الذهب باعتبارها إ حدي التجمعات  البشرية ، ذلك لأن غالبية مندنكو مغرمون بالاتجار في  هذه الأحجار الكريمة .

        وكذلك انتشرت هذه الأبجدية بواسطة الطب التقليدي، بحيث تشتهر أمم مندن بخبرتها العميقة و المتنوعة في هذا المجال، بحيث استطاع الشيخ تجربة 2874 أدوية لمعرفة مدى جودتها و قدرتها على علاج  ناجح  ضد 317 مرضا من الأمرض المختلفة،  و قام بجمعها في مجلدات قيمة، بحيث كانت هذه الأدوية متداولة بين الناس و غير مدونة في موسوعة من أي جهة في المنطقة علميا، ليسهل الاستفادة بها.

       وقد قامت جمعيات طلابية غير حكومية بنشر هذه الكتابة ابتداء من عهد الشيخ / سلمان كنتي الى وقتنا الحاضر، ومن أشهر هذه الجمعيات و أقدمها " N’ko karan dee" أي: إتحاد أنكو للتعليم، و منها:  ICRA-N’ko و ARAF في غينيا، و NCD N’ko في مالي، و KKT في كوت ديفوار، و AAC و KKN في نيجيريا، و هناك مدارس عديدة تابعة لهذه الجمعيات في مدن و قرى و عواصم دول غرب إفريقيا.

       و يوجد على أرض مصر الكنانة فرع  لهيئة تدريس "أنكو"،  الذي أنشئ منذ عام 1983م على أيدي نخبة من طلاب غرب افريقيا الدارسين في جامعة الأزهر الشريف، و قد استطاعت هذه الاتحادات- بتعاون بعضها مع بعض- برمجة خطوط أنكو لمواكبة تطورات عصر  كمبيوتر في التطبيقات و غيرها، و كما يوجد لها حاليا عدة مواقع على الشبكة المعلوماتية الدولية "الإنترنيت" منها:   www.fakoli.net   ,   www.kanjamadi.com   ,  www.nkoinstitute.com

        لمزيد  من المعلومات أنظر تاريخ مندين القديم و الحديث على الشبكة "الإنترنيت"

لـ د/ محمد دياني Dr: Diane Mohamed  ،

هي: www.kanjamadi.com/nkodofo3.html#link59

 

هل التعددية اللغوية مشكلة أم لا؟

     هناك كثير من الباحثين الغربيين و المتغربين من يرى أن ظاهرة  التعددية اللغوية التي تعج منها دول إفريقية و غيرها من دول العالم الثالث تعتبر مشكلة عويصة غير قابلة للحل في أغلب الأحيان، بحيث  تقف حجر عثرة  أمام تقدم هذه البلدان.

     لكن أرد على هؤلاء  برفق، لعل الله أن يهديهم و يشفيهم، لأن المرء إذا أصابته العصبية كما هو بالنسبة للغربيين، أو عقدة نفسية  و تأثير الغزو الفكري كما هو حال المغرمين بالثقافة الغربية، يعمى عن إدراك الحقائق النسبية في الأشياء، من هنا  يعمد الى إعاقة طريق التقدم و تشويه الصورة النسبية القادرة على حل المشكلة المزعومة، ألطف بهم و أفحمهم بالإنجازات الهندية في اللغة الهندية الوطنية رغم تعدد لغاتها المحلية، حيث يتكلم سكان شبه القارة الهندية بأكثر من ثلاث مائة لغة، تختلف بعضها عن بعض اختلافا جذريا، و مع كل هذه التعددية اللغوية –التي يعتبرها البعض عراقيل و صعوبات أمام تقدم بلد ما- فإن الشعب الهندي الشجاع  قد رمى اللغة الإنجليزية الاستعمارية في سلة المهملات، و عكف على دراسة لغته الهندية الوطنية، حتى استطاع أن يقطع شوطا كبيرا في آفاق جميع العلوم الحضارية الحديثة بعيدا كل البعد عن اللغات الأجنبية.

       و لنا أيضا المثل الأعلى في دول شرق إفريقيا حيث حققوا إنجازات هائلة في لغتهم السواحلية الموحدة بين تلك الدول المتباعدة و أدخلوها في مدارسهم و كتبوا  فيها تاريخهم و ثقافتهم و هي اللغة المستخدمة في وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقروءة.

     و ما أسهل تنفيذ مثل هذه الخطة الحكيمة في غينيا و ما حولها من الدول التي تنتشر في ربوعها لغة "أنكو"، لأنها – بلا خلاف- غنية بمفرداتها و قادرة على استيعاب جميع العلوم الحضارية الحديثة، علما بأن  هذه اللغة قد تجاوزت مرحلة لغة القبيلة حيث أصبحت منذ زمن بعيد إلى أيامنا هذه لغة الأمة بكل المقاييس، و مما يدل على صحة ذلك وجود قبائل عديدة من أصل غير مندنكي لا يجيدون  أية لغة في تخاطبهم اليومي إلا هذه اللغة، الأمر الذي جعل نسبة الناطقين بها في غينيا وحدها تقدر حوالي 70%، من مجموع سكان البلاد و في مالي حوالي 80%، و في كوت ديفوار حوالي 75% حيث تحتل المرتبة الأولى بين اللغات المحلية و هي لغة التخاطب بين الإثنيات المختلفة، و كذلك الحال في كل من غامبيا و بركينافاسو، و أما بالنسبة لباقي دول غرب إفريقيا مثل سيراليون، ليبيريا، غينيا بساو، منتهيا بالسنغال فتوجد نسبة  غير قليلة فيها.

     و السبب في إنتشار لغة "أنكو" في هذه البلدان كلها، معلوم و معروف لدى كل المعنيين بتاريخ إفريقيا و خاصة غربها حيث قامت مملكة مندين ( Mandingue ) العريقة التي كانت تضم كل هذه الدويلات، و كانت "أنكو" هي اللغة السائدة في كل ربوع المملكة، مع وجود اللغات الأخرى، و لم يشكل ذلك أية عرقلة أو صعوبة في سبيل تقدم المملكة و ازدهارها، و التاريخ يؤكد لنا مدى ما وصلت إليه هذه المملكة من الرقي حتى أصبحت يضرب بها المثل في التقدم و الحضارة في زمانها التي واكب القرون الوسطى الأوروبي.

     و لا نعرف من أين أتى الكاتب الصحفي السوري اللبناني "كامل مروة" في كتابه "نحن في إفريقيا" طبع 1938 من بيروت،  ما مفهومها أن لغة الزنوج - يقصد جنس الأسود- غير صحيحة، لا تكتب و لا تقرأ، و أنها شفوية بحتة لا تشمل أي قاعدة نحوية، ثم يقول إنه تكتب أحيانا اللغات الزنجية الأخرى بالأحرف العربية مثل المندنكا، الهوسا، و الولف. و بعضها باللاتينية مثل اليوربا، إلا واحدة فقط التي تكتب بحروفها الزنجية هي "الفاي"، ثم يستطرد قائلا أن لغاتهم لا تزيد عن ضروريات المحادثة،  و أن لكل قبيلة لغة، و لكل قرية لغة أحيانا، و كيف نجمع بين هذا و ذاك، لا تكتب و لا تقرأ، و تكتب أحيانا بالعربية، و اللاتينية (1).

       أ ليس كتابة أي لغة في أبجدية ما كتابة لها، بصرف النظر عن كونها مأخوذة من أمم غيرها؟

       أجل.. حصل تأليف هذا الكتاب قبل إختراع أبجدية "أنكو" الحالية، و لكن المؤلف إعترف هو نفسه بوجود كتابة مع "الفاي" و هي الأخرى من احدى فصائل المندنغا عندنا قطعا التى لم يذكرها عمدا أو جهلا بتاريخ هذا الشعب العظيم..

       و كيف تقوم مملكة كبيرة في التاريخ التى تعترف برقيها الرحالة العرب الكبارمثل مملكة "مالي" دون أن تكون لها لغة التي تدار فيها شئون المملكة، و تصدر فيها قرارات و بنود التي يلزم اتباعها، مثل بنود مؤتمر " ( كروكن فوا )  المائة و خمسون، عام 1236".

      ما أعتقده فقط هو أن هذا الرجل متأثر بالثقافة الإحتلالية الحاقدة، و أبرز دليل على ذلك استخدامه كلمة العبد مرادفا للزنج  في أغلب عباراته عن الإفريقيين أسوة بالكتاب الغربيين المفتتتين وحدة الأمة من ناحية و اللغة من ناحية أخرى حقدا منهم و تبريرا لتجزئهم أقاليمنا وأراضينا إلى دويلات لا تقدر أي منها –على حدة-  أن تدفع الذبابة عن نفسها لشدة عجزها.

      أقول بعد هذا العرض السابق، أن المشكلة ليست في التعددية اللغوية، والتاريخ والواقع يؤيدان ذلك, بدليل أنه قلما تجد دولة في العالم تخلو من هذه الظاهرة –أي تعدد اللغة في دولة واحدة-, وإن كانت أغلبها قد تغلبت عليها وذلك باتخاذ الخطوات الرشيدة والحكيمة نحو تطوير اللغة الوطنية الواحدة وتهذيبها حتى تصلح كوعاء لاستقبال جميع العلوم الحضارية المعاصرة .

       فمما تجدر الإشارة إليه في هذا المكان أن التعددية اللغوية لا تشكل خطرا ولا تعتبر مشكلة جسيمة يصعب علاجها, فكل ما يتطلبه الأمر هو الإرادة الصادقة والعزم الأكيد والسمر عن ساعد الجد للعكوف على دراسة لغة وطنية واحدة معينة, وتهذيبها وتطويرها حتى تكون صالحة وقادرة على استيعاب جميع العلوم الحضارية.

     و لكن مما تتفجر منه القلوب، أن نرى دول غرب إفريقيا بما فيها غينيا نائمة تحت دفئ الفرنكوفونية و الإنجلوفونية و اللوزيفونية التي لم تستطع أن تقدم لهم أو تريهم على الأقل طريق التقدم رغم إكتظاظ هذه البلدان بجامعات عديدة مع كلياتها المتنوعة في كل تخصصات الأدبية و العلمية، لأن هذه الدول مازالت تستعين بالخبراء من الخارج في أبسط الأمور ناهيك عن الأساسيات في المرافق العامة و الخاصة.

     و المصيبة الكبرى أن نرى هذه الدول تفتخر بهذه التقسيمات الإستعمارية و تتبادر الى عقد الإجتماعات هنا و هناك تحت إشراف جاك شيراك، أو توني بلير، أو جورج  بوش، و غيرهم من دهماء الاستعمار الحديث، تكريسا لهذا الوضع المخزي و تجديدا لولائهم التام لهذه التقسيمات الخبيثة، التي تعتبر عارا على جبين دول إفريقيا، و خاصة غرب إفريقيا.

     و بناء على ما قدمناه لحضراتكم من عبارات حول التعددية اللغوية في غينيا خاصة و في إفريقيا بصفة عامة و عدم كون هذه الظاهرة عائقة لهم - في وجود جو التفاهم بواسطة اللغة السائدة فيها بلا التعصب-  أقول ما المانع لنا نحن الأفارقة في غرب إفريقيا من أن نقتدي بالقوم الذين استطاعوا أن يعتقوا عقولهم و يحرروا أمتهم من التبعية اللغوية، فاعتنوا بلغاتهم  الأصلية، ما لنا لا نحذوا حذوهم الحسنة في جمع علوم الدنيا و الآخرة، بعد ما من الله علينا بثروة لغتنا الإفريقية الذهبية "أنكو" المنتشرة في أرجاء منطقتنا إفريقيا الغربية، إذا.. فحان وقت ممارسة كل   مظاهر التطبيقية للغة التي تؤدى إلى تجسيد هيكلها الإداري و العلمي تمهيدا ليوم إعلان انتصار  اللغة المحلية الأصيلة على الأجنبية الوافدة.

      و ذلك لأن اللغة كما يقول الرئيس الأسبق لجمهورية غينيا / أحمد سيكو توري، في كتابه إفريقيا في مسيرة النهضة: (  " اللغة : هي دعامة الثقافة ووعاءها ، واللغة : هي ضمانة قاعدة الشعب في مرحلة إبداعها وفى مرحلة استخدامها ، وأن لغتنا الإفريقية هي التي تدعم أصالة حضارتنا وثقافتنا وهويتنا ، والواقع أن الاستخدام اليومي للغتنا تزيدها عمقاً وثراء ، ويضمن حيوية ثقافتنا وصلابة حضارتنا ومن ثم فإن أي شعب يتخلى عن استخدام لغته إنما يقضى على نفسه بالركود بل وبما هو أسوأ من ذلك أي بالتفسخ والاختفاء كشعب من الشعوب ).( 1 )

       و أحب في النهاية أن أذكر نفسي بتقوى الله، و أذكر الذين ينادوننا و يقترحون علينا بالاحتفاظ بالغة الفرنسية و الإنجليزية و غيرهما من اللغات الوافدة، و يناشدوننا دائما بوضع لغاتنا الإفريقية المكتوبة بأبجديتها الخاصة  أو المستعارة من غيرنا في المتاحف ، قاطعين أمامنا بذلك طريق التقدم و الإزدهار، بعد ما أثبت واقعنا الحالي استحالة تقدمنا من خلال اللغات الوافدة و تربيتها و ثقافتها الغريبة عنا، إذا فليتقوا الله في أنفسهم و في أولادهم و أجيالهم، و هؤلاء إنما يقترحون علينا القضاء على أنفسنا بالموت و البوار المحقق، لأن اللغة الميتة إنما تكون للشعب الميت!!

      و في الختام أرجو الله تعالى أن تكون هذه الرسالة واضحة و مفهومة و وافية بالغرض المنشود منها، و أن تكون بداية لإبراز الحقائق المستترة عن الكثير من الباحثين في التعددية اللغوية في إفريقيا عامة و في غينيا بصفة خاصة.

      و أتضرع إلى الله تعالى أن يجعل هذا العمل زيادة في حسناتي و تكفيرا لسيئاتي و نورا يسعى بين يدي  و بأيماني يوم يقوم الحساب.

و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته



(1) – غرب إفريقيا و مأساة الغزو الفكري للدكتور/علي حسن كمارا   ص319.

(2) – نفس المصدر ص-320

(1) – لمزيد من اامعلومات، أنظر المرجع السابق، ص 65-65.

   --------------------------------------------------------------------

E-mail: nko@kanjamadi.com  Tel : ( +2) 0123349264

ߛߓߍ ߗߋ߫ ߊ߲ ߡߊ߬ ߛߊ߲߬ߓߊ߬ߕߐ߮ ߣߌ߲߬ ߠߊ߫ ߞߵߌ ߕߊ߫ ߦߋߕߊ ߝߐ߫: